رسالتنا نحن الشهداء منا إليكم يا أهلنا وأحبتنا أهل الكويت (حكومة وشعبا)، مضت على استشهادها أكثر من ثلاثة عقود، ما زالت أرواحنا في نعيم البرزخ، الذي هو مرحلة ما قبل القيامة، في أجواء عطر الشهادة وفي رحاب رحمة الله الواسعة.
أكرمنا الله بثواب المجاهدين لإعلاء الحق ودحر الظالمين وأعوانهم، في انتظار يوم الجزاء والقصاص العادل من الظالمين الذين غزونا في ديارنا على حين غرة، وظاهروا على إخراج أهلنا من ديارهم، وقاتلونا، فقتل من قتل وأسر من أسر، ونهبوا أموالنا، وخربوا ممتلكاتنا، كل ذلك يجري باسم العروبة والإسلام وهما براء من الصداميين ومن والاهم!
هذا خبر ما عندنا، أما خبر ما عندكم فهو يصل إلينا! وكم هي مؤلمة! زهقت أرواحنا لتحملوا أنتم استكمال أمانة وطننا الغالي، ليرتفع فوق الهامات، لتعود كويتنا جوهرة أنقى وأحسن مما كانت عليه. لكنكم للأسف لم تحفظوا الأمانة بالقدر الذي يتكافأ مع تضحيات الشهداء، ما زال الصخب والفجور في الخصومة بين مجلس الأمة والحكومة، والفساد يستشري بين الكبار والصغار، بين الوافدين والمواطنين، والعموم يئنون من تردي الخدمات وسوء الطرق، وشكاوى المدينين تؤرقنا، وقد سامحتم من ساعد المجرم صدام حسين وجنده، وأعنتموهم بالمال تحت غطاء دعم المشاريع التنموية لبلادهم، ومددتم يد العفو والصفح، وبادلتموهم المودة! فعلام أبناؤنا وإخواننا من بطن الكويت وظهرها، الذين أخطأوا الاجتهاد في العمل والقول ما بين مسجون ومهاجر في دار الغربة! ما هكذا الظن بكم، وليس هذا المعروف الذي عهدناكم عليه.
كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا، وتجربة الغزو الصدامي درس قاس ينبغي أن لا ينسى أبدا، لأن الله تعالى بالمرصاد لمن كان ظهيرا للمجرمين «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار». وكم سررنا بصبركم وصمودكم أمام دعاة التطبيع مع عدو الله وعدو رسوله الملعونين في القرآن بني إسرائيل الذين اغتصبوا أرضنا المقدسة في فلسطين، لكن يؤرقنا توالي أرواح المنتحرين والمظلومين من البدون من الذين أهلكهم شظف العيش الكريم، مشاريع التسويف والتأجيل لإنصافهم في بلادنا التي تحمل لواء الإنسانية إلى العالم ضحايا الكوارث والفقر والمرض.
هل دماؤنا رخيصة عندكم؟، عودوا إلى رشدكم، فالكويت غالية، فكما كانت وما زالت هي حمامة سلام، محط رجال الأنظمة السياسية لدول الإقليم للتصالح فيما شجر بينها، نحن نأمل أن تكون كذلك واحة رخاء وطمأنينة ورفاهية لمواطنيها وللوافدين الشرفاء.
اللهم أمانتنا أديناها، وإليك أنبنا، وعليك توكلنا. اللهم احفظ الكويت وأهلها وسائر بلاد المسلمين دعاة السلام بين العالم، ومبروك على الجميع عيدي الاستقلال والتحرير.
