بقلم : ذعار الرشيدي
من هنا حتى موعد أولى الجلسات بعد الحظر والتعليق، أعتقد أن تقاربا سياسيا سيحدث بين الحكومة والمجلس ككل، أما المعارضة فستحاول ممارسة الاستعراض السياسي مع بداية الجلسة وخلالها، ولكنه سيكون استعراضا لتسجيل موقف لا أكثر ولا أقل، المعارضة وبطبيعة الحال ستحاول أن تسجل موقفا سياسيا في استجواب وزير الصحة وهو الاستجواب الذي وإن ذهب إلى طرح الثقة، فالواضح أن الحكومة تسيطر على الوضع، طبعا ما لم تتغير التحالفات في اللحظات الأخيرة، فإن وزير الصحة في المنطقة الآمنة.
***
إما إذا أرادت المعارضة أن تصعد فأعتقد أنه عليها استغلال استجواب وزير الصحة إلى أقصى درجة ممكنة، وبما أن المعارضة خسرت مسبقا من مواجهاتها مع الحكومة، فليس من بد لرد التوازن السياسي لكتلتها المترنحة سوى اللجوء إلى الاستجوابات كسلاح إذا ما أرادت أن تحقق حضورا منصفا لها، رغم أنه من الأفضل في الوقت الحالي اللجوء إلى نقاط التقارب للوصول إلى تفاهم وأرضية عمل مشتركة يمكن أن تعيد النفس إلى مجلس الأمة وعودته إلى العمل المشترك.
***
عامة، المعارضة ومن خلال الإشارات التي تصدر عنها فهي من الواضح تبحث عن العنب، ولكنها أيضا تريد رأس الناطور، وللأمانة سياسيا أسلوبها مستحق لأنه لم يتبق لها سواه، طبعا إلا إذا توقفت الحكومة عن الدفع باتجاه الضغط على المعارضة والتوقف عن خنقها سياسيا، وهذا بالضبط ما يدفع المعارضة الآن للبحث عن رأس الناطور قبل العنب والعمل السياسي.
***
الحكومة لا تحجم أي فرصة بممارستها بل تخلق منها وحشا سياسيا لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعل، ونعم الحكومة بيدها كل خيوط اللعبة ولكن استمرار الضغط على المعارضة سيخلق معارضة شرسة وسيزيد من مساحة رقعة الضغط الشعبية، بالإضافة إلى إرباك العمل البرلماني بالدخول في صراعات الحكومة والمعارضة، وبالتالي تعطيل كل شيء.
***
الحب كله بيد الحكومة، سواء بالتهدئة أو إعادة الأمور إلى نصابها، أما التحرك باتجاه التصعيد فهذا ما لا يمكن تبريره، لا لشيء إلا أنه «مو وقته».
