العضوية الفرانكفونية نجاحات حضارية – بقلم : طارق بورسلي
مازالت الكويت تعمل بجهد كبير على الترويج الثقافي للفرانكفونية وتوسيع رقعة نشر اللغة الفرنسية وثقافتها، كون اللغة الفرنسية رافدا من روافد التبادل الثقافي العالمي بين الكويت والدول الأعضاء في هذه المنظمة الثقافية العالمية، وفي مقال سابق كنت قد سجلت تطلعاتي وتطلعات بعض المثقفين الكويتيين والمعنيين بالثقافات والحضارات الأجنبية بضرورة حصول الكويت على العضوية الفرانكفونية.
وتعتبر اللغة الفرنسية إحدى أدوات التواصل الإنساني بين الحضارات في المشرق العربي.. ولسنا ببعيدين عن هذه الدول والاتفاقيات التي خطتها الكويت منذ ستينيات القرن الماضي، فقد تم تدريس اللغة الفرنسية في الكويت منذ عام 1966، قبل عام واحد من إطلاقها في مملكة البحرين وثلاث سنوات قبل توقيع اتفاقية التعاون الثقافي والفني في 18 سبتمبر 1969 بين حكومة فرنسا وحكومة الكويت، ثم تعهد البلدين بضرورة تعزيز لغة وآداب وحضارة الدولة الأخرى قدر الإمكان.. وهذا ما حدث بالفعل.
التزمت الكويت بتوسيع رقعة اللغة الفرنسية من خلال تعدد مراكز تعلم اللغة الفرنسية الموجودة في أنحاء البلاد، وتدريس اللغة كمادة إلزامية في المناهج التعليمية القسم الأدبي واختيارية للقسم العلمي، وتخريج الطلبة الحاصلين على اللغة الفرنسية في الجامعات المعتمدة من التعليم العالي الكويتي، واعتماد البعثات إلى الجمهورية الفرنسية، مما يؤكد أن تطلعاتنا تجاه العضوية الفرانكفونية جادة وملزمة بالنظر إليها من قبل المنظمة الفرانكفونية بنظرة مستحقة، خصوصا بعد أن افتتح أول مجلس جمعية عمومية للمجلس الفرانكفوني في البلاد برئاسة سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح وقبوله الرئاسة الفخرية التي انطلق الإعلان عن إنشاء مجلسها خلال اجتماع سفراء الدول الأعضاء للمنظمة (OFI) في الكويت قبل أيام، ليكون الهدف دعم الأنشطة التي تعزز استخدام اللغة الفرنسية بشكل أكبر، وهذا إن دل فإنما يدل على تنفيذ التعهدات بين الكويت وباريس وعلى العلاقات المتينة منذ ما يقرب ستين عاما، كما أنني أهنئ سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح على قيادته هذه الدفة الثقافية الحضارية المتميزة – رئيسا فخريا للمجلس.
وإنني أدعو لتوسيع رقعة الانضمام إلى «أصدقاء الفرانكفونية» في الكويت، والدعوة تأتي من موقعي على الصرح الثقافي والاجتماعي والإنساني ككاتب وإعلامي كويتي إلى جانب النخب من الأصدقاء والصديقات.. بل يجب على المهتمين الانضمام الى تلك الرابطة وذلك لتعزيز المبادرات الثقافية والعمل على تحقيق الهدف من إنشاء المجلس في الكويت وسير أعماله مع انطلاق أول أعمال الجمعية العمومية له، فماذا تنتظر المنظمة الفرانكفونية لتنال الكويت العضوية كسائر الدول الأعضاء في المنظمة الأم؟ لاسيما أن طلب الحصول على العضوية يدعم الخطوات الجادة للأعضاء في الكويت ويضفي انشراحا على العقول الثقافية والإنسانية الواعدة مما يجعلها نجاحات حضارية وتقاربا إنسانيا بين البلدين الكويت وفرنسا والدول الأعضاء في العالم.