شهدت الكويت تراجعا على مستويات كثيرة ومتنوعة، على سبيل المثال: تعليمياً تراجع تصنيف جامعة الكويت إلى المرتبة «1001» عالميا، والـ 28 عربيا، ولأول مرة الثالثة محليا، وذلك بحسب موقع QS الخاص في إحصائيات مستوى الجامعات العالمية، حتى بتنا نرى أن طالب الصف الـ 12 لا يعرف يكتب اسمه!
ورياضياً، خروج منتخب الكويت لكرة القدم من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وبكاء النجم بدر المطوع قائد المنتخب الوطني الذي كسر قلوب كل الكويتيين إلا اتحاد كرة القدم!
اقتصادياً، انحدار حاد، حتى نفد الاحتياطي العام، وسط عجز مالي متراكم أدى إلى وقف الاستقطاع لصندوق الأجيال القادمة، وبهذا الطريق مصيرنا الى انهيار الدولة.
سياسياً، أزمات متتالية، فما أن نستيقظ من أزمة إلا ونحن في وسطة أزمة جديدة وعدم استقرار البلد.
إدارياً، بيروقراطية ودورة مستندية عقيمة وسط إحباط شعبي لسوء الخدمات الحكومية، وما هو إلا «نتيجة» لسنوات من الصراع والتخبط والمحاصصة والمجاملات السياسية على حساب الكويت وكفاءات أبنائها ومستقبلها.
طوابير انتظار التوظيف في ديوان الخدمة المدنية، وسط انعدام الفرص الوظيفية في القطاع الخاص، وشباب في عمر الزهور والعطاء يضيع من عمره سنوات حتى يجد وظيفة يعمل بها.
جهاز تنفيذي مفرغ من القيادات الفاعلة الطموحة القادرة على النهوض بالبلد، بسبب إسناد تلك المناصب لغير أهلها ومستحقيها وذلك لشراء الولاءات السياسية!
أعتقد أن كل ما سبق هو نتيجة لمنهجية «هذا ولدنا» التي دمرتنا وجعلتنا نتراجع حتى وصلنا إلى الحضيض بعد أن كنا في القمة!
على ثقة أن ما شهدناه من تراجع سينساه الناس، وينشغلون في تراجعات ستطرأ عليهم غدا، وسنظل في نفس الدوامة المفرغة، من المشاكل المتراكمة، والتي تزداد سوءا بعد سوء.
إنها ليست نظرة سلبية، بل واقعية، وهذا ما نعيشه فعلا.
ولن ينصلح حالنا إلا إذا غيرنا من أنفسنا وعزمنا فعلا على الإصلاح، وتصافت القلوب وعملنا دون بهرجة وتسجيل بطولات وهمية على حساب المصلحة العامة، فـ «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
تطرقت في هذا المقال إلى واقع الحال، وغداً بإذن الله مقالي حول خطوات لإصلاح هذا الواقع المرير.
