ثلاث مرات يجلس النواب على كراسي الوزراء، فماذا تعني هذه التصرفات؟ هل انتخبناكم لتلعبوا لعبة الكراسي؟ والله عيب ما يحصل في مجلس الأمة، النواب يريدون أن يستجوبوا رئيس الوزراء، وهذا حق دستوري لهم، ولماذا يرفض رئيس الوزراء ذلك والشعب عندما انتخب نوابه يريد منهم تحقيق مصالحه ومصالح الكويت؟
وجب على النواب أن يفوتوا الفرصة على الحكومة من أجل إقرار القوانين ومتابعة الأمور التي تخدم المواطن والإسراع في إعداد تقارير الميزانيات، ومخطئ من يظن أن حرية التعبير يجب أن تتم في ساحة الإرادة وحشد الشارع ودغدغة مشاعر الجماهير وتعطيل البناء والإنجاز، الحكومة تكابر والمجلس يكابر، كل يريد مصلحته، كأننا في سوق عكاظ، الكل يزايد والكل يكابر والخاسر هو الكويت والمواطن الذي مل مما يحدث في المجلس.
كل طرف يتمسك برأيه ومواقفه لا يريد أن يقدم أي تنازل معتقدا أن موقفه هو الصحيح والنتيجة أن الكويت لا تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى.
اتقوا الله في الكويت نحن في نعمة، الله لا يغير علينا إلا بالأحسن، وكل مواطن غيور على بلده لابد أن يشعر بالمرارة والأسى وهو يرى ما آل إليه حالنا، لنبتعد عن النزول إلى الشوارع ولنطلب من الحكومة والمجلس التعاون ولنرتقِ بلغة الحوار ونبتعد عن الشتائم والصراخ ولابد من التركيز على الإصلاحات ومحاسبة كل مقصر.
ولابد أن تعي حكومتنا أن الوضع خطير وعليها البدء بالإصلاحات، فالشعب مل من التأزيمات التي تنهال عليه كالإيداعات المليونية وسرقة المال العام والكثير من الأخطاء والمشاكل الأخرى التي تتكاثر وتتوالد وتقضي على كل أمل يداعب قلب المواطن في صلاح الأحوال وانتقالها إلى التنمية، كفانا ما لحق بنا وكفانا ما أضعناه من وقت أيرضيكم يا حكومة ويا مجلس حال الخريجين الذين ينتظرون في طابور طويل وهم عاطلون عن العمل ونحن في بلد الخير، ألم تشعروا بالأسى وانتم ترون أموالنا تبعثر يمينا وشمالا ونحن أحوج لها؟ ما يحدث لنا بداعي الديموقراطية التي لم تستغل استغلالا حسنا أمر سيئ، ولابد ألا نضيع وقتنا في التفاهات ونبتعد عن البيروقراطية والروتين والجمود، نريد نائبا واعيا لطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد.
قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا).
وقال الشاعر:
بني الكويت صونوا لها حقها
كرام النفوس كرام الشيم
لكم الكويت حيث يقر الثرى
وحيث يرف عليها العلم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل شر، وأسأل الله أن تنقشع هذه الغمة وترجع الأمور كما كانت في جميع دول العالم.
