«الصحة العالمية» تقترح إجراء دراسات معمّقة لمعرفة منشأ «كورونا»
قال منسق المساعدات الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، أول أمس الإثنين، إنه لا يمكن للمنظمة أن تجبر الصين على الكشف عن المزيد من المعلومات عن أصول فيروس كورونا. لكنه أوضح أن المنظمة ستقترح إجراء الدراسات اللازمة لمعرفة المكان الذي انتقل فيه الفيروس إلى المرحلة التالية، في وقت انتقدت فيه الصين اتهامات واشنطن المتجددة بشأن منشأ فيروس كورونا وشبهتها بأكذوبة «أسلحة الدمار الشامل العراقية».
وبعد إلحاح من أحد الصحفيين عن الكيفية التي ستجبر بها المنظمة الصين على التحلي بقدر أكبر من الشفافية، قال مايك رايان مدير برنامج الطوارئ في المنظمة «منظمة الصحة العالمية لا تملك القدرة على إجبار أحد بخصوص هذا الأمر». وأضاف «نتوقع تعاوناً ومساهمة ودعماً على نحو كامل من جميع الدول الأعضاء في هذا المسعى». وألمح إلى ضرورة إجراء الدراسات اللازمة لفهم المصدر الذي ظهر فيه الفيروس والوصول إلى خلاصات متقدمة أكثر. وقال رايان «نتوقع تماماً التعاون والمساهمة والدعم من جميع الدول الأعضاء في هذا المسعى».
وهناك نظريات متضاربة مفادها أن الفيروس إما قد انتقل من الحيوانات، ربما بدأ بالخفافيش إلى البشر، أو أنه تسرب من مختبر فيروسي في ووهان في الصين.
ونالت فرضية تسرب الفيروس من مختبر ووهان مؤخرًا اهتماماً جعله موضع نقاش عام متجدد بعد أن دعا العديد من العلماء البارزين إلى إجراء تحقيق كامل في أصول الفيروس.
وفي المراحل الاولى من تفشي الجائحة تم تجاهل الفرضية القائلة بأن الفيروس قد تم تسريبه عن طريق الخطأ من المختبر فيما نفت الصين مرارًا وتكرارًا أن يكون المختبر مسؤولًا عن تفشي المرض.
وفي الأثناء، جددت الصين، أمس الثلاثاء، رفضها الاتهامات التي توجهها لها واشنطن بشأن منشأ فيروس كورونا. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن «الاتهامات الأمريكية لنا بشأن منشأ كورونا هي تسييس لقضية صحية». وتابعت: «اتهام واشنطن لنا حول تسرب كورونا شبيه باتهامها العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل» في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، في 2003.
كما شبّه وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، جائحة كورونا بالأزمات الاقتصادية السابقة، وتفشي مرض سارس عام 2003، وتسونامي المحيط الهندي عام 2004.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت أمس الأول، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن تقريراً بشأن أصول مرض كوفيد-19، أعده مختبر وطني تابع للحكومة الأمريكية، خلص إلى أن الفرضية القائلة بأن الفيروس تسرب من معمل صيني في ووهان معقولة وتستحق مزيداً من التحقيق.
وأضافت الصحيفة أن الدراسة أعدها في مايو 2020 «مختبر لورنس ليفرمور الوطني» في كاليفورنيا وأشارت إليها وزارة الخارجية عندما أجرت تحقيقاً بشأن أصول الفيروس خلال الشهور الأخيرة من حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. (وكالات)