حمى البحث عن الأخطاء والتصيد في المياه العكرة ليست من أخلاق الفرسان، كما أنها ليست من ديننا السمح بشيء، وقد انتشرت في مجتمعنا كانتشار النار في الهشيم.
وهذه الشريحة لا شك أن حياتهم مبنية على الكذب والغش والخداع، كما أن نفوسهم غير سوية، ضعيفة مريضة يتربصون بالناس ويتحينون الفرص للإيقاع بهم والله تعالى هو الحافظ، نجدهم يثيرون مشاكل مفتعلة لأناس هم أفضل منهم عند الله وخلقه ملئت قلوبهم بالحقد والضغينة والكراهية يحسدون الناس أن آتاهم الله من فضله وميزهم عن غيرهم، يحاولون النيل ممن هم أرفع منهم خلقا وخلقا لكن القافلة تسير والكلاب تنبح، يصفون الناس بما ليس فيهم فيبهتونهم.
وقد نهانا الله تعالى أشد النهي عن البهتان، فقال عز من قائل: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) «15: النور»، يظنون أن التكلم بالباطل والقول بلا علم أمر هين وهو عند الله عظيم، وفي هذه الآية زجر بليغ عن التهاون في إشاعة الكذب والباطل.
وللأسف، فكأن هؤلاء الناس لم يقرأوا هذه الآية وغيرها، فيحاولون جاهدين إيقاع الفتن والقلائل بين الناس، وإذا قاموا بهذا العمل المشين فرحوا فرحا شديدا إلا أن الله يمهل ولا يهمل، فأين التربية وأين الضمير، وما الذي تستفيده من تعكير صفو غيرك ودق إسفين ووتد الأذية لأشخاص ناجحين، لا أنت تعرفهم ولا هم يعرفونك، والعجيب أنهم يحاولون التسلق على أكتاف غيرهم وبينما هم يتسلقون إذ بهم يقعون على رؤوسهم، وناقص العقل حقا من يصدقهم وينجرف نحو تيارهم بلا تثبت، وليس أشد من الشماتة بالغير وهي أيضا من صفاتهم:
فقل للشامتين بنـا أفيقــوا
سيلقى الشامتون كما لقينا
قال السمرقندي: ليس شيء من الذنوب أعظم من البهتان، فسائر الذنوب يحتاج إلى توبة واحدة والبهتان يحتاج إلى التوبة النصوح، وهو من كبائر الذنوب، وقد قرنه الله تعالى بالكفر فقال: (فاجتنبوا الرجز من الأوثان واجتنبوا قول الزور) «الحج – 30»، فهنيئا لأصحاب الزور والبهتان ما هم فيه، ومن يضحك كثيرا سيبكي أخيرا، ودمتم سالمين.
