تقدم العشرات من عملاء منصة تداول العملات المشفرة Coinbase بطلب تحكيم ضد بورصة العملات المشفرة الشهيرة، زاعمين أن الشركة لم توفر لهم الحماية الكافية من المحتالين.
خسائر باهظة
بلغ إجمالي ما خسره هؤلاء الضحايا أكثر من 21 مليون دولار، فقد تعرضوا للاحتيال من خلال ما يُعرف باسم “عمليات الاحتيال في مجمعات تعدين السيولة”، إذ يتم خداع الأشخاص لنقل عملاتهم المشفرة لمنصات يظنون أنها تقدم فرص استثمار حقيقية.
ينقل الضحايا عملاتهم المشفرة من محافظهم إلى منصات تعدين السيولة تلك، ويرون العوائد المزعومة على لوحة معلومات مزورة. في النهاية، يكتشفون أن حساباتهم قد استنزفت إلى الأبد، من خلال استخدام ما يسمى بـ “العقود الذكية”، والتي تنفذ تعليمات البرمجة ذاتيًا وأتمتة المعاملات بين مستخدمي العملات المشفرة.
ومثلها مثل عمليات الاحتيال الأخرى، تُشجع الضحايا على القيام بالمزيد من الاستثمارات قبل سرقتهم.
يعتقد المحامي المقيم في بوسطن والمدعي الفيدرالي السابق الذي رفع القضية، إريك روزين، أن هذه هي القضية الأولى من نوعها بهذا الشأن.
فقد قال لفوربس، “هناك ما يقرب من 100 ضحية ممن فقدوا مبالغ كبيرة من المال، وتضرروا بسبب ما حدث، وهذا ما يجعل الأمر فريدًا جدًا”.
تتراوح الخسائر الفردية من نحو 35 ألف دولار من العملات المشفرة المعروفة باسم USDT أو التيثر، إلى أكثر من 662 ألف دولار.
وإذا ما ارتأى المحكم أن القضية تسير في صالح الضحايا، فسيستردون قيمة خسائرهم مع الفائدة، بالإضافة إلى أتعاب المحاماة.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم Coinbase ليزا جونسون، في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن الشركة “ملتزمة بحماية عملائها من عمليات الاحتيال”.
كيف نُفذت عمليات الاحتيال؟
استخدم هؤلاء الضحايا نوعًا جديدًا من منتجات التشفير، يُعرف باسم محافظ العملات المشفرة “Coinbase Wallet”، والتي كما أوضح جونسون، “تمنح المستخدمين الحرية والتحكم في التعامل مباشرة مع عالم التشفير، من دون أي وساطة من قِبل Coinbase”.
على عكس محافظ Coinbase التقليدية، التي تستضيفها المنصة وتعمل مثل البنك للاحتفاظ بأصولها بشكل آمن، فإن هذا النوع من المحافظ Coinbase Wallet يسمح للأشخاص بالاحتفاظ بمفاتيح التشفير الخاصة بهم، التي يمكن استخدامها لبدء مجموعة واسعة من معاملات التشفير الأكثر حداثة.
نص طلب التحكيم على أن “عمليات الاحتيال نجحت؛ لأن المنصة صممت واجهة مستخدم معيبة، فشلت في تحذير عملائها من أن العقود الذكية الخبيثة لديها القدرة على الوصول إلى كميات غير محدودة من العملات المشفرة، وسحبها من محافظ المستخدمين (من دون موافقة)”.
“من دون استلام تحذيرات كافية (أو أي تحذيرات على الإطلاق)، اعتمد عملاء Coinbase على الضمانات الأمنية للمنصة، وأبرموا عن غير قصد هذه العقود الذكية التي تسببت في حدوث هذه السرقات”.
العقود الذكية
يقوم شخص ما فجأة بالاتصال بكل ضحية عبر الإنترنت، ويقيم علاقة معه للحديث بشكل متكرر. وبمرور الوقت، يحوّل المحتال تلك المحادثات إلى العملة المشفرة والمناقشات حول التمويل اللامركزي.
تقتنع الضحية بعد ذلك بشراء “قسيمة”، والمشاركة فيما يزعم أنه منصة إقراض بالعملة المشفرة، تُعرف شروطه في “عقد ذكي”، وهو جزء من بروتوكولات كمبيوتر يحدد تلقائيًا من يتم الدفع له ومتى.
يستمر نص طلب التحكيم في الشرح، “العقد الذكي، في الواقع، بمثابة حصان طروادة داخل محفظة المستخدم، ما يسمح للمخادع بالتحكم في العملة المشفرة، وإرسالها من تلك المحفظة من دون الحاجة إلى أي موافقات أو أنشطة إضافية من قِبل المستخدم”.
يقول الضحايا، إن المنصة كان عليها أن تقدم تحذيرًا بأن هذا هو ما يحدث في الواقع، إذ إنهم لم يفهموا أنهم يمنحون “إذنًا بالجملة” للوصول إلى الأموال في Coinbase Wallet إلى الأبد.
أضاف روزن، “كانت Coinbase تنشئ هذه الحسابات للأشخاص، وتسمح لهم بتحويل أموال غير محدودة فيها من دون خدمة عملاء”.
