تجربة صديق عزيز غيرت مجرى حياته، استأذنته في نقلها لكم، خاصة في الأجواء الروحانية التي نعيشها هذه الأيام.
يقول: حياتي كانت كتلة من القلق المتواصل، قلق يتركني وقلق يتسلمني وكأنها مناوبة بينهما، أو كأنهما أقسما ألا يتركاني وحدي.
قلق من العمل، قلق من صحة الأطفال ودراستهم، قلق من عمق علاقتي مع زوجتي وأهلي وأصدقائي. أرق متواصل حتى إنني وصلت إلى درجة النهوض من سريري منتصف الليل وشرب القهوة من باب «خاربة خاربة».
هذا كله انعكس على وظائف جسمي الحيوية، فبدأت بوادر السكر والضغط والقولون العصبي حتى أصبحت لدي 3 ملفات في 3 عيادات خارجية مختلفة، أجر نفسي للعمل صباحا وأجر نفسي للخروج منه، حياة باهتة لا طعم لها،
حتى وصلت إلى ذلك اليوم الذي جلست فيه مع زميل عمل نصحني نصيحة العمر التي غيرت حياتي بالكامل وأدارتها (فوق تحت) إلى الأفضل، وأنا مدين له بتلك النصيحة الثمينة طيلة ما تبقى من حياتي.
يضيف صديقي إن نصيحة زميل العمل كانت بسيطة وواضحة، فقط طلب منه المواظبة على الصلوات الخمس في المسجد ولا يطوف فرضا واحدا منها لمدة أسبوع، مع شرط إسباغ الوضوء في البيت ثم المشي إلى المسجد يحضر قبل الإمام ويذهب بعده.. ألح عليه فقط جربها مدة أسبوع واحد وبعدها لنجلس ونتحدث عن أثرها عليك.
يقول أول يومين كانت صعبة خاصة صلاتي الفجر والعصر لتداخلهما مع مواعيد نومي، لكن في اليوم الثالث حدث شيء غريب؛ بسبب التزامي وإصراري على الالتزام بالصلاة في وقتها وفي المسجد وتفريغ نفسي تماما في تلك الفترة التي غالبا لا تتجاوز من 20 إلى 25 دقيقة، فقد قلت وانخفضت الكثير من الأمور التي كنت أعتبرها ملحة وعاجلة، فقد اكتشفت أنها لا عاجلة ولا ملحة وأنها تستطيع الانتظار قليلا أو حتى كثيرا. فهدأت نفسي من اللهاث والركض وراء إنجاز أمور كثيرة غير ملحة ومتعبة.
وكذلك بسبب الالتزام ودوران حياتي حول 5 أشياء مكررة وفي مواعيد محددة كل يوم انتظمت حياتي. خمس مرات في اليوم أسلم نفسي لخالقي وأدخل في هدوء نفسي، أسبغ الوضوء في البيت ثم أمشي إلى المسجد الذي ما إن أدخله حتى كأنني دخلت صومعة أو كهفا منفصلا ومختلفا تماما عن حياتي الخارجية، فترة هدوء لذيذة أدمنت عليها وأحببت تكرارها 5 مرات في اليوم.
بعد صلاة الفجر أجلس لقراءة القرآن حتى تظهر الشمس ثم أخرج للمشي مدة نصف ساعة أعود بعدها للبيت للاستحمام وتناول الفطور والاستعداد لباقي يومي بكل ما يحمله من تحديات براحة وطاقة عجيبة لم أحسها بحياتي من قبل.
كلام صديقي عن تجربته الرائعة تلك كثير، وتأثيرها على كل نواحي حياته أكثر وأكثر، لكنه اختصرها بهذه الجملة.
«لجأت إلى الله وكفاني».
نقطة أخيرة: سلِّم أمرك إلى الله وهو خير الكافلين.
