بين حين وآخر، تبعث إيران رسائل إيجابية إلى مصر بشأن عودة العلاقات الدبلوماسية، وآخرها كان أمس بإعلان الخارجية الإيرانية استعدادها لتوسيع ورفع مستوى العلاقات مع القاهرة “إذا رغبت في ذلك”.
بدورها لم ترد مصر على الرسائل الإيرانية، سلباً أو إيجاباً، في الوقت التي تسعى فيه طهران لإعادة الاعتبار إلى علاقاتها الإقليمية، بعد إعادة العلاقات مع السعودية بوساطة صينية قبل أسابيع.
سياسة التريث
وتقول الأكاديمية والخبيرة في شؤون الدراسات الإيرانية، الدكتورة هدى رؤوف، إن “الدولة المصرية تلجأ لسياسة التريث في التعامل مع إيران، ودائماً تنتظر وترى ترتيب سلوك الدولة الإيرانية لإعادة العلاقات الدبلوماسية، ولا تتعجل في هذا القرار لما يحمل من تداعيات”.
وتضيف الدكتورة هدى رؤوف لـ24 أن “مصر تنظر للسلوك الإيراني في المنطقة، ثم تحدد المكاسب التي ستعود عليها من تقاربها مع إيران، واستئناف العلاقات بعد قطيعة استمرت لعقود”.
واستبعدت الخبيرة في الشأن الإيراني فكرة التدخل والوساطة من قبل دول أخرى بين، وقالت “قرار إعادة تطبيع العلاقات بين مصر وإيران يعد قراراً مصرياً يرجع للقيادة المصرية، حسب المنفعة والمصلحة المصرية، والعربية أيضاً”.
كما أشارت رؤوف إلى أن مصر تربط إجراء أي حوار مع إيران بسلوك طهران في المنطقة، وهناك عدد من الشروط يجب تنفيذها، مثل عم التدخل في شؤون الدول، وعدم دعم الجماعات المتطرفة في المنطقة.
تنفيذ الشروط المصرية
ومن جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري، السفير حسين هريدي، إن مصر لن تتجاوب مع الدعوة الإيرانية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، إلا قبل تنفيذ الشروط المصرية، والتي تتمثل في “عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتغيير موقفها في القضية الفلسطينية أيضاً، من خلال التوقف عن دعم بعض الأطراف وتزويدها بالسلاح، فضلاً عن التوقف عن دعم عناصر القاعدة في بعض مناطق المنطقة”.
وأوضح السفير حسين هريدي لـ24 أن “مصر تعرف طريقها جيداً، ولا تنتظر تدخلاً من أطراف وسيطة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران”، مشيراً إلى أن “الجانب المصري ينتظر تحديد سلوك إيران الفترة المقبلةـ خاصة أن سجل طهران في منطقة الشرق الأوسط حافل بالكثير من التجاوزات”.
كما أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن “مصر منتفحة على الحوار مع الجميع، ولكن بشروط محددة، وأن يكون هناك تبادل في المصالح المشتركة”.
مبادرة إيرانية
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، أكدت أنه إذا رغبت مصر في استئناف العلاقات مع طهران، فسترد على ذلك بخطوة مماثلة. وجاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس الإثنين، نقلتها وكالة أنباء “فارس”.
وقال ناصر كنعاني: “موقف الحكومة الإيرانية الحالية إزاء أولوية تعزيز العلاقات مع الدول الجارة والإسلامية، هو واضح وصريح”.
وفي 30 مايو (أيار) الماضي، أوعز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر. ووقتها، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، في مؤتمر صحافي إن “الرئيس الإيراني أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات قائد الثورة علي خامنئي”.
