حكومة رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بالنسبة لي لا تدخل في نطاق الحكومات «التقليدية» أو تلك التي تأتي لإدارة الأمر لبضعة من الوقت وترحل دون نتائج تذكر، بل إنها حكومة يعول عليها العمل على صنع علامة فارقة في تاريخ هذا الوطن الغالي.
وإنني على يقين كامل أن حكومة «النواف» ستصنع شيئا مذهلا يضمن لها أن يكتب عنها في كتب التاريخ بما ستحققه من إنجازات!.
فالحكومة تضم كوادر ذات قدر كبير من الكفاءة غير العادية بدءا من سمو رئيس الوزراء، والشيخ طلال الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والشيخ أحمد الفهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، هذا إلى جانب مجموعة أخرى من الوزراء المشهود لهم.
ثقتي بحكومة «النواف» لا تأتي من باب المجاملة أو التأييد المطلق، وإنما لثقتي بأن تلك الحكومة لديها مساع صادقة وحقيقية نحو تغيير الواقع إلى الأفضل، وأعلم أن هناك تحديات تواجه تلك الحكومة، ولعل من أصعب تلك التحديات الملفات العالقة منذ سنوات ولم يبت بأمرها في السنوات الماضية، هذا إلى جانب تراكم وزيادة المطالب الشعبية والتي يعول على حكومتنا أن تضع حلولا لها.
وأعتبر أن المشهد السياسي الآن أصبح أكثر وضوحا ويسرا، فبوادر التعاون بين الحكومة ومجلس الأمة بدأت في الظهور وكأن غيث الخير بدأ يسقط على أرضنا قطرة بقطرة، ففي الجلسة الماضية بمجلس الأمة تم إقرار قوانين ترتبط بحياة الناس كالسكن وإضافة ربات البيوت إلى تأمين عافية ذلك المطلب الذي طالما طالبت به المرأة الكويتية.
والمبشر في الأمر أن الحكومة كشفت أنها ستعمل على تطبيق تلك القوانين على وجه كبير من السرعة، وبذلك ستنتهي معاناة الكثير من الأسر، كما أن هذا التعامل السريع مع قرارات المجلس يشهد بأن الحكومة والمجلس استطاعا إيجاد نقاط مشتركة للتباحث والتشاور تمكنهما من العمل لصالح الكويت وشعبها، وإننا على وشك الدخول في مرحلة جديدة من التعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية.
ما مضـى انتهى، ولا داعي للبحــــث في الماضي، ولكن يجب علينا ألا ننسى دروس الماضي، فعلى الحكومة والمجلس أن يتذكرا دوما أن أي خلاف بينهما من شأنه أن يعرقل العمل، فالوطن سيتضرر وسيعاني المواطن.
وبالنظر للمستقبل فحقا يتملكني شعور بالتفاؤل حيال الفترة المقبلة، وأدرك أن هناك الكثير من الأزمات على وشك أن تنتهي، وسأرفع من سقف توقعاتي إذا حدث تنسيق متكامل بين الحكومة ومجلس الأزمة، فبتعاونهما معا سيعبران بنا من هذه المرحلة إلى مرحلة أكثر استقرارا. وفي النهاية حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
