الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام تجلى حزمه وصبره في هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، إذ حمل صلى الله عليه وسلم على نفسه المشقة من أجل نشره الرسالة الإلهية التي كلفه بها المولى القدير ليكون هاديا ومعلما للبشرية.
ورغم الصعاب الكبيرة التي واجهها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن هذا لم يهبط من عزيمته لنشر رسالة الإسلام، رسالة الهداية والنور، وكذلك لم تؤثر في نفسه ترك مدينته التي عاش فيها كل طفولته وشبابه، إنها مكة المكرمة بل تحمل ألم فراق بلده من أجل القيام بنشر الدعوة الإلهية استجابة لأمر الخالق الباري، وقد بدأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هجرته من مكة بعد أن ترك فراشه لينام الشاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي طريقهما إلى المدينة اختبأ مع رفيق دربه أبي بكر الصديق رضي الله عنه في غار حراء، وأرسل المولى القدير حمامة ونسيج العنكبوت ليضلل كفار قريش الذين كانوا يريدون منعه من مواصلة هجرته، وفي الطريق تعثر خيل سراقة بن مالك الذي كان يريد القبض على الرسول الكريم وصديقه أبي بكر، إلا أن الله سبحانه وتعالى منع خيله وتعثر وحاول سراقة، ولكنه عندما شعر بعدم قدرته وأن هناك من يمنعه أعلن إسلامه، وعاد أدراجه إلى مكة معلنا إسلامه.
وفي المدينة المنورة التي كانت تعرف بمدينة «يثرب» استقبل صلى الله عليه وسلم استقبالا جماهيريا من أهالي يثرب والتي أصبح اسمها «المدينة المنورة» وأصبحت مركز انطلاق الدعوى الإسلامية، ومن هذه المدينة المباركة استطاع نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أن يواصل نشر دعوته بدعم من الأنصار أهل المدينة المنورة.
أرجو أن تلاحظوا مدى تحمل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كل أنواع المشقة من أجل نشر الدعوة، وكان موقفه صلبا وحازما لم يخذله ما واجهه من مشقة ومتاعب.
وتعتبر هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مدرسة لكل القيم والمواقف الحاسمة وتحمل المعاناة والصبر على ما واجهه، ولقد استفاد المسلمون الأوائل أحسن المثل من مواقف الرسول الكريم كالحزم والعزيمة والصبر.
وتعالوا الآن لنردد نشيد استقبال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لدى وصوله مدينة «يثرب» التي أصبحت مدينة الرسول.. المدينة المنورة.
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحبا يا خير داع
جاء والدنيا ظلام
جاء للناس نذيرا
إنه الهادي محمد
جاء من خير البقاع
والله الموفق،،،
