«تغريبة القافر» للكاتب والروائي زهران القاسمي، هي الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2023. في بدء سطور مقالنا نتقدم بالتبريكات لسلطنة عُمان وقيادتها والمسؤولين على الثقافة العمانية وأهل الثقافة ومحبيها في سلطنة عُمان على هذا الفوز، وبصفة خاصة وشخصية نهنئ الكاتب «زهران القاسمي» بفوزه وبرصده بأن يكون أول عماني ينال هذه الجائزة، وذاك التميز، ونقول له: ألف مبروك على الفوز.
حالفني الحظ بعد فوز زهران القاسمي بالجائزة بأن أسمعه وأتبادل معه أطراف الحديث على يومين متتاليين:
٭ اللقاء الأول.. كانت دعوة موجهة لنا من الروائي طالب الرفاعي لأمسية روائية أقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مهرجان صيفي ثقافي 15، وكانت الأمسية تحت عنوان «حضور البيئة في الأعمال الروائية» كان كاتبنا «زهران القاسمي» هو من يقدمها والذي أدار الندوة أ.طالب الرفاعي.. بعيدا عن حيثيات الحوار الذي تميز بالعديد من الخصوصية عندما تحدث كاتبنا عن حياته الشخصية وعشقه للبيئة العمانية وطبيعة عمله وهواياته، كما تميز الحديث بالعذوبة والشفافية والتلقائية، ووضح لنا حديث الروائي الكثير من الأبعاد الشخصية والأدبية لـ «زهران القاسمي»، إلا أن ما استوقفني من هذا الحوار جملة قالها عندما تحدث عن روايته الفائزة «تغريبة القافر»: بأنها حكاية قروية وليست بحكاية شعبية، وأصبح السؤال يراودني للقاء الثاني!
٭ اللقاء الثاني.. كانت الدعوة الثانية التي تلقيتها أيضا من المبدع الروائي طالب الرفاعي لافتتاح الموسم الثاني عشر لملتقاه الثقافي في منزله، وكان خير افتتاح للمتلقي بأن تكون أمسية للشاعر والروائي «زهران القاسمي»، فبالأمس أبحرنا في حروف الروائي، أما اليوم فتمتعت مسامعنا بسماع شعر «زهران القاسمي»، وجهان لعملة ثقافية نادرة «الشعر – الرواية». ما أجمل أن تجمع الصورة والأصل بين القلم والإحساس والفكر في شخصية واحدة هي «زهران القاسمي»!
بعد الانتهاء من الأمسية الشعرية، حالفني الحظ أن أتبادل أطراف الحديث مع شاعرنا عن السؤال الذي استوقفني بالأمس عندما قال: هي حكاية قروية وليست بحكاية شعبية، وكان سؤال لزهران القاسمي: ألم يحن الوقت لأن يكون لنا حكاياتنا الشعبية الخاصة بالخليج العربي وتقسم إلى كل من: الحكايات القروية، الحكايات الصحراوية والحكايات البحرية؟ وتصبح لنا حكاياتنا الشعبية الخاصة بمنطقة الخليج؟ وانتهى الحديث بيننا باتفاق على معنى الحكاية الشعبية والحكاية القروية وتصميمي على أنه حان الوقت لأن تكون لنا حكاياتنا الشعبية الخاصة بمنطقتنا الخليجية.
مسك الختام: يبدأ التاريخ بحكاية ومن ثم قد تصبح تلك الحكاية أسطورة وحضارة ومن هذا وذاك يبقى مكنون الحكاية قد يختلف من منطقة إلى أخرى ومن شعب إلى آخر، ولكن يبقى التاريخ يحافظ على أصل الحكاية.
