قبل أن نغلق ملف عام 2023، هناك عدة ملاحظات أتمنى أن تتسع صدور القراء لها..
من كان يتوقع أن هذا العام سيكون أكثر إيلاماً من عامي 2021 – 2022، اللذين سيطر عليهما فيروس كورونا ومتحوراته، وتسبب في الارتباك الحاد لسلاسل الإمداد العالمي، والارتفاعات غير المسبوقة لأسعار كل شيء – إلا الإنسان!! – وسقوط حر لمنظومة القيم والأخلاق والمبادئ التي صدعنا «العالم المتقدم» بها منذ الثورة الفرنسية، حتى 7 أكتوبر 2023؟ هذا السقوط الذي لا ينافسه سوى سقوط أكثر حرية للجنيه المصري – المأسوف على كهولته – أمام الدولار الجبار.
وإذا كانت «الأعوام» بخواتيمها، فهل هناك ختام للعام الحالي أكثر إبهاراً من «تغول» الكيان الصهيوني على كل ما هو إنساني، وسط دعم وحماية وتأييد.. بل ومشاركة دول «كانت» رموزا للحرية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان؟
عموماً سأفرد مقالاً مستقلاً «لعام المأساة» هذا لاحقاً، الملاحظة الإيجابية اللافتة للنظر في مصر كانت هذا الاصطفاف الوطني الرائع الذي حققه المصريون في الانتخابات الرئاسية، والتي أكرر أن نتيجتها كانت معروفة ومحسومة ولا تحمل أدنى مفاجأة، وكان «المنطق» يقود إلى حتمية ضعف المشاركة في التصويت، لكن المفاجأة الحقيقية – بالنسبة لي على الأقل – كانت توجه قرابة 44.8 مليون مصري إلى صناديق الاقتراع من أصل 67 مليونا تضمهم قاعدة الناخبين بنسبة مشاركة 66.8%، ما أعتبره استفتاء جديداً على دعم القيادة السياسية وأداء الرئيس في التصدي للتحديات الخارجية والداخلية، وأيضاً رسالة من المصريين أنهم يعيدون اختيار الرجل رغم تحملهم للكثير من الصعوبات ولكن الأمل قائم في إكمال المشروعات العملاقة، والخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، والديون المتراكمة، .. والأهم الحفاظ على «وجود الوطن» الذي أصبح مهدداً من جميع جهات حدوده الأربع، ويحتاج الحفاظ على هذا الوجود إلى الكثير من الحكمة ونفاذ البصيرة.. والحسم والحزم.. وربما المزيد من «الخطوط الحمراء»!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
دعاء لفلسطين
اللهم يا رحمن يا رحيم اكشف غمة أهلنا في فلسطين وفرج كربهم وأغث لهفتهم وتول أمرهم، وثبت أقدامهم، وتقبل شهداءهم.. وارحم ضعف أطفالهم وشيوخهم ونسائهم.. إنك على كل شيء قدير.
