رحم الله الفاجومي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام اللذين أتحفانا برائعة التراث الشعبي «عطشان يا صبايا دلوني على السبيل»، والتي اختتماها بأبيات: «..ومعانا العقل دليل.. والشمس تصب صبابه.. والمنبع نهر النيل.. وإن لاموا علينا يلوموا.. مالهمش علينا سبيل.. ودلوني على السبيل».
وأين السبيل لاستمرار جريان النهر الأسمر في مساره المحتوم منذ آلاف السنين؟ وماذا نحن فاعلون بعد فشل الجولة الرابعة من مفاوضات «سد النهضة» بين مصر والسودان وإثيوبيا؟ وما معنى عبارة «أن مصر تحتفظ بحقها للدفاع عن أمنها (المائي والقومي) في حالة تعرضه للخطر؟
منذ عام 2011 وجولات التفاوض تفشل الواحدة تلو الأخرى.. فماذا بعد؟
أعتقد ان الملف برمته أصبح خارج النطاقين.. الفني متمثلا بوزارة الري، والديبلوماسي عبر وزارة الخارجية.. وأصبح الآن أمام القيادة السياسية – أعانها الله حقيقة – اتخاذ القرار «السياسي» الذي تراه مناسبا، ومع الأخذ في اعتبار تراجع «الحل العسكري» ليصبح في ذيل قائمة الخيارات، يصبح التطور الطبيعي هو إما العودة الى تحكيم الاتحاد الأفريقي الذي تشترك مصر وإثيوبيا والسودان في عضويته، أو اللجوء الى المطالبة بتحكيم دولي عبر الأمم المتحدة، وربما التوجه إلى مجلس الأمن، واللجوء للبند السابع والخاص بحق الدفاع الشرعي من القانون الدولي.
..وندعو الله ألا تتطور إخفاقات التفاوض لتصل إلى حد (كل الخيارات مفتوحة).. فمصر يكفي من تحدياتها الخارجية ما هو منتشر على طول حدودها الأربعة.. بل ويمتد إلى مدخل البحر الأحمر عند باب المندب، ولا تنقصنا «خيارات مفتوحة» مع إثيوبيا.
وأخيرا.. تسألوني عن موقف الخرطوم؟ وإلى أي جانب تقف دولة السودان؟.. حسناً يؤكد المصريون أن القاهرة والخرطوم في صف واحد.. وتؤكد أديس أبابا أن الخرطوم معها تأكيدا!!.. شخصيا أقول: أدعو الله أن تظل السودان دولة واحدة.. ولتقف إلى جانب من تشاء!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
دعاء لفلسطين
اللهم يا رحمن يا رحيم اكشف غمة أهلنا في فلسطين وفرّج كربهم وأغث لهفتهم وتولّ أمرهم، وثبِّت أقدامهم، وتقبَّل شهداءهم.. وارحم ضعف أطفالهم وشيوخهم ونسائهم.. إنك على كل شيء قدير.
