رغم أن فرنسا من أكثر الدول إنتاجا للبطاطس، حتى أن الاسم المتداول حول العالم عند طلب البطاطس المقلية هي الـ French fries أو “فرنش فريز”، إلا أن ما لا يعرفه الكثيرون أنه تم منع البطاطس في البلاد قديما لمدة 20 عامًا.
ففي القرن الثامن عشر، منع النظام الملكي تناول البطاطس في فرنسا لمدة 20 عامًا، ورغم أن الفرنسيين كانوا يعملون على زرع البطاطس لإطعام الخنازير لكنها لم تحصل على نفس الشعبية الكبيرة في البلاد المجاورة لها.
وكان سبب منع البطاطس في فرنسا بسبب انتشار شائعات تفيد بأنها تؤدي إلى الإصابة بالجذام أو الطاعون، الأمر الذي جعل المواطنين يمتنعون عنها حتى الفقراء الذين يعانون من الجوع، وهذه الشائعات منعت البطاطس أن تكون أكلة شعبية بين الفرنسيين.
وعادت البطاطس مرة أخرى، بعد مدة طويلة عقب محاولة صيدلي يدعى أنطوان بارمونتيي الذي كان لا يملك المال لفتح صيدليه خاصة ما دفعه لقرار تقديم خدماته إلى الجيش الفرنسي وأثناء حرب السبع أعوام تعرض أنطوان للسجن في روسيا في تلك الفترة كانت البطاطس في هذه الدولة جزءا مهما من نظامها الغذائي.
وكانت البطاطس تقدم لأنطوان دائما حينها اكتشف أنها غير مضرة ولا تؤدي إلى الجذام أو الطاعون كما أن طعمها جيدا، وفقا لموقع “فايس” الأمريكي.
وسرعان ما سافر أنطوان إلى فرنسا عقب إطلاق سراحه ولديه النية في نشر تجربته مع البطاطس أو البطاطا كما يطلق عليها بين الفرنسيين وكان الأمر صعب في بداية الأمر حيث عرف عن الفرنسيين عدم ميلهم للتغيير، وخاصة لاعتقادهم أن البطاطس لم تكن مضرة فقط من الناحية الصحية ولكن بالزراعة أيضا لأنها تعمل على امتصاص المواد المغذية من التربة.
فاكتشف انطوان أن الأمر يحتاج إلى مدة كبيرة من التسويق حتى تنال اهتمام الفرنسيين، ما دفعه بالتفكير بعرض باقات من زهور البطاطس على الملك لويس السادس عشر الذي وضعها على ثيابه ووضعته الملكة ماري أنطوانيت على شعرها.
وسمح الملك لأنطوان بأن يزرع البطاطس في مكان غير بعيد عن العاصمة الفرنسي، ومع مرور الوقت عمل الصيدلي على استئجار جنود من أجل حماية المكان الذي يزرع بع البطاطس، وكان يجعلهم يحصلون على فترة استراحة خلال الليل ومن جانب آخر يقوم بحث الفقراء على سرقة البطاطا وتجربتها الأمر الذي ساعد في ارتفاع شعبيتها.
وفاز أنطوان بجائزة عام 1771 من قبل أكاديمية “بينساسون”، بسبب إيجاد طعام قادر على مساعدة الفقراء أثناء فترة المجاعة، وأعلنت كلية الطب في جامعة باريس عام 1772 أن البطاطس قابلة للطعام، وساعدت البطاطس الفرنسيين قبل اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789.
