رغم الأحداث السياسية الساخنة في المنطقة، وانشغال الأوساط المحلية مؤخراً بجدل استجواب النائب عادل الدمخي لوزيرة الشؤون غدير أسيري، فإن عدداً من المغردين في البلاد انشغلوا بأخبار قرار حفيد ملكة بريطانيا الأمير هاري وزوجته ميغان التخلي عن الحياة الملكية والعيش مواطنَينِ عاديَينِ. واختلفت اتجاهات المغردين، إذ تبنى البعض الجانب الرومانسي، فقالوا إن الحب دفع «هاري» إلى التخلي عن كل ما لديه من أجل «ميغان»، منوهين بتأثير العاطفة على القرارات وأن «الحب يصنع المعجزات». في المقابل، لجأ البعض إلى الحس الفكاهي لتحليل الموقف، فاستشهد مغردون بأقوال شعبية وأفكار مصبوغة بالثقافة الكويتية لخلق المفارقة المضحكة، كاستخدام عبارة «لا تسكنين في بيت أهله حتى لو بيتهم قصر» التي نُسبت إلى «ميغان»، أو القول إن «هاري مسحور»، في إشارة إلى طاعته لزوجته. وبين هؤلاء وأولئك برز مغردون قد يُطلق عليهم «محللون مثقفون»، إذ حاولوا إيجاد تفسيرات منطقية للقرار، مستخدمين معلومات من علم النفس لفهم سلوك «هاري»، منها مثلاً الرغبة في التحرر من القيود والاستقلالية والاعتماد على النفس، بينما ربط بعضهم القرار بمواقف تاريخية شهدت أوضاعاً مماثلة في بريطانيا. وبينما اتفق الرجال والنساء على جرأة قرار هاري، اختلفوا في آراء أخرى، فبعض النساء أشدن بالقرار متحدثات عن قوة تأثير المرأة في قرارات الرجل، وتساءل بعضهن عن استعداد الرجال للتضحية من أجل زوجاتهم، في حين انتقد بعض الرجال الموقف حاملين نَفَساً ذكورياً يرفض تأثير المرأة في الرجل. ولم تغب تعليقات بعض المغردين الذين يفضلون الاهتمام بشأنهم الخاص، إذ رأوا أن تداول أخبار الزوجين لا يعني أحداً سواهما، وأكدوا حرية الانسان في اختيار قراراته الحياتية، مطالبين بمناقشة الأحداث المحلية التي يعتقدون أنها أكثر أهمية.
