قد توفر مصدرا للرزق، وتتيح المأكولات الخفيفة والمشروبات في أماكن مقفرة، لكنها أيضا تمثل نوافذ بيع بعيدة عن عين القانون، ما يجعل بعضها- حال إدارتها من قبل منعدمي الضمير- سبيلا توفر من خلاله السجائر ومشروبات الطاقة و«ربما أكثر» من الممنوعات إلى الصغار قبل الكبار. جولة لـ القبس كشفت، وفق ما نقله إليها من التقتهم من الأهالي، تحول كثير من تلك العربات المتنقلة إلى مصدر ازعاج وخطر، علاوة على وجودها في مفترقات الطرق والدوارات والتقاطعات، مما يسبب أزمات مرورية، مع الأخذ في الحسبان غياب الرقابة الصحية على المنتجات التي تسوّقها. صرخة، أطلقها أهالي منطقتي الرابية واشبيلية بشأن تعدي البقالات المتنقلة، وبيعها منتجات غير صحية، علاوة على بيع سجائر من دون رقابة، رغم أن الأهالي يحاربونها ومنعوا بيعها في الجمعيات التعاونية وأي مركز تجاري داخل منطقتهم. تعطيل السير في جولة القبس بالرابية، تبين أن العربات المتنقلة استغلت الأرصفة أمام المدارس ومداخل حديقة المنطقة، وانتشرت على أرصفة الشارع الرئيسي الذي يربط الرابية بشارع الأردن حتى الدائري الخامس، وشغلت المواقف العامة، ومع وقوف الزبائن للشراء تتعطل حركة السير بشكل يكاد يكون خانقا. عند التوجه إلى إحدى تلك البقالات أمام مدرسة ابتدائية في الرابية، وسؤالهم عن المواد التي يبيعونها، أشاروا إلى أنهم يركزون على توفير المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والعصائر إضافة إلى مواد أخرى تلاقي اقبالا من أطفال المدارس عند دخولهم وخروجهم. مرخصة.. ولكن ويشير كثير من أصحاب تلك العربات، إلى أن عرباتهم مرخصة لكن موقعهم يحتاج إلى موافقة من البلدية، كما أنهم يؤكدون أنهم لا يبيعون السجائر الإلكترونية ولكن يبيعون السجائر «لأنها ممنوعة في الجمعية التعاونية». وبالسؤال عن أعمار من يشترون السجائر، لفتوا إلى أن «المراهقين يطلبونها بكثرة لا سيما قرب الحديقة أو المدراس»، مشيرين إلى أنهم يحاولون منعهم من شرائها لكنهم لا يفلحون في ثنيهم فيضطرون إلى بيعها لهم. نكهات الطاقة اللافت في غالبية البقالات المتنقلة في الرابية تركيزها على بيع نكهات مشروبات الطاقة، في مخالفة واضحة لشروط التراخيص الممنوحة لها، حيث يدخلون مواد على المشروبات الحقيقية، كما أن بيع المشروبات يتم لجميع الاعمار من دون وجود لافتة تحذر من بيعها لمن هم دون 21 عاما. تجمعات صبيانية القبس سألت مجموعة من سكان المنطقة بشأن العربات، فأبدوا انزعاجهم من وجودها نظرا إلى أنها «تبيع السجائر وربما أكثر من ذلك»، في اشارة إلى أن أماكن تجمعها دائما يكون قرب الحدائق، ما يشي بدعم التجمعات الصبيانية التي تكون غالبا في تلك الأماكن، و«قد توفر لهم ما يشتهون». ونبه الأهالي إلى «عدم وجود رقابة على البقالات المتنقلة ما قد ينجم عنه مشكلة صحية، اضافة إلى اعتماد اصحابها على وضعها امام بوابات المدارس لغواية الصغار لشراء مواد غير صحية»، مطالبين بـ«وقفة جادة لمنع أي اعتداء على صحة الابناء». بقالات أشبيلية كانت بقالات ضاحية اشبيلية أكثر تنظيما حيث يركز اصحابها على وضعها في مواقف السيارات قرب الحدائق، لكنها تبيع مشروبات الطاقة لأي أعمار علاوة على السجائر الى جانب وجود مطاعم وتجمعات شبابية حتى اوقات متأخرة من الليل. وتسبب بقالات اخرى قرب محطة البنزين في شارع محمد بن القاسم ازدحاما مروريا يمكن أن يكون سببا للحوادث ليلا. عربات الرابية وتلاميذ الابتدائية يعتمد مجموعة كبيرة من طلبة المرحلة الابتدائية على البقالات المتنقلة الموجودة امام مدراسهم لشراء المستلزمات قبل دخولهم او عند خروجهم من المدرسة، كما يشترون مواد ملونة وغير صحية. ورصدت عدسة القبس محاولات غير مجدية لطالب في المرحلة الابتدائية لشراء مواد خلال الفرصة المدرسية، وعند عدم استجابة البائع تسلق السور لمناداة العامل أو المارة لتلبية طلبه إلا أن احدا لم يجبه. حديقة الرابية «مهملة» بدت حديقة الرابية مهجورة وتمثل عامل خطورة لمن يحاول ارتيادها، لما تعانيه من إهمال واسع وعدم الاعتناء بها وفتحها أمام أي زائر، رغم شكاوى الاهالي المتكررة من وجود «أعمال صبيانية» يجب أن تتوقف أو يوضع لها حد. وفي زيارة للحديقة ليلا تبين أنها تفتقد الإنارة ما يستدعي «نفضة» حقيقية الى جانب تفعيل الرقابة عليها، حتى ان سكان المنطقة طالبوا بتدخل مخفر المنطقة لوقف ما يجري فيها، ويمنع العائلات من الاستفادة منها.
