انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات وفيديوهات مصدرها مغردون عرب يشيدون بما تقوم به دولة الكويت لرعاية مواطنيها صحياً، لا سيما كيفية التعاطي مع عدوى فيروس كورونا بجملة إجراءات لاقت استحسان المغردين العراقيين واللبنانيين وعدد من الخليجيين. وأكدت مصادر متابعة أن ما قامت به الكويت يعبّر عن واقع سياسي واجتماعي قل نظيره في بعض الدول العربية؛ فالشفافية في المعلومات التي تنشر وتذاع يومياً على المستوى الرسمي، وتناول الصحافة الجريء لتداعيات «كورونا» محلياً، فضلاً عن المعلومات الغزيرة التي تتدفق على وسائل التواصل.. تجعل من الكويت الأكثر وضوحاً وتوضيحاً لما يجري. وأضافت المصادر: ساد بعض الهلع في بداية الأمر، لكن اتضح أن الهلع واجب في ظروف كهذه؛ لأنه يزيد نسبة الوعي ويرفع درجات التحوط والوقاية إلى الحد الأقصى، وفقاً لمصدر في مجلس الصحة لدول مجلس التعاون أكد أن درجة الوعي الكويتية بين الأعلى عربياً.. وهذا ما هو مطلوب في مواجهة هذا الفيروس الذي يتفشى. إلى ذلك، أكدت المصادر أن مناخ الحرية في الكويت يسهم في زيادة الوعي، كما أن الممارسة الديموقراطية تجعل من النواب والناشطين السياسيين والاجتماعيين أجراس إنذار مبكرة يستفيد منها الحكومة والمواطنون والمقيمون على حد سواء. ومقارنة بعدد من الدول المجاورة، فإن الكويت تعتبر الأكثر «دينامية» في التعاطي مع الأزمات، والأكثر نشراً للمعلومات، مقابل دول تمارس التعتيم وربما التضليل أحياناً فتتفاقم المشكلات أكثر. وضربت المصادر مثلاً بإيران، حيث هناك أصوات من داخل منظومة الحكم تنتقد بشدة الآن كيفية التعاطي مع أزمة «كورونا» التي استفحلت لأسباب كثيرة، بينها عدم إيلاء القضية الأهمية التي تستحق. وفي بعض الدول العربية والخليجية، تتدفق المعلومات برقابة أحياناً و«فلترة» أحياناً كثيرة، وهذا يزيد من جرعات التأويلات والإشاعات ولا يفي بغرض الحماية اللازمة من هذا المرض المخيف.
