بعد كل معركة يجلس القادة لاستعراض الدروس المستفادة بموضوعية ومهنية وحتى تتم الاستفادة منها مستقبلا، ولا تختلف جائحة كورونا عن المعارك، حيث انها كانت حدثا غير مسبوق ومس قطاعات متعددة في كل دول العالم بدرجات متفاوتة.
ومن حق التاريخ علينا أن يجرى تقييما موضوعيا ومحايدا لأداء جميع الجهات ومن ثم استخلاص الدروس المستفادة بدون شخصانية أو أهواء شخصية أو أجندات خــفية، لأن هذه الجائحة ستترك آثارا لأعوام قادمة على جميع نواحي الحياة.
ومن الأفضل أن يتم تكليف جهة مستقلة ومحايدة لإجراء التقييم بشفافية كاملة لاستخلاص هذه الدروس ونقلها للأجيال القادمة إذ لابد من وضع النقاط على الحروف والتقييم بداية من انطباعات الدواوين ووسائل التواصل الاجتماعي ونهاية بالتقييم العلمي على أداء الأجهزة والقطاعات المختلفة وليس أداء القيادات فقط.
وهذا التقييم يشمل التخطيط والتنفيذ والإجراءات التي تم اتخاذها وهل كانت ذات جدوى ومردود إيجابي وهل تحققت الفائدة المرجوة منها وماذا عن الخطوات القادمة للاستعداد لأي جائحة مماثلة.
كل ذلك حتى تستفيد الأجيال القادمة منه ولإثبات للأجيال القادمة أن القرارات لا يتم اتخاذها بعشوائية بل بالتخطيط والاستراتيجيات والتنفيذ.
إن جائحة كورونا أثبتت للعالم كله أنهم بحاجة إلى إصلاحات جريئة وجذرية لعلاج الترهل والمشكلات التي واجهها الجميع عند حدوث هذه الأزمة.
وأصبحت بعض الدول تلقي اللوم على الآخرين بسبب انتشار هذه الوباء بالإضافة إلى وصف بعض الدول بالموبوءة ووصم بعض الشعوب والمجتمعات بأنهم هم السبب في حدوث هذه الجائحة.
وكذلك فقد تم التأكيد للعالم كله أن البحث العلمي هو أهم ما يجب الاهتمام به حتى يتم الحصول على العلاج واللقاح المناسبين لهذا الفيروس المستجد.
إن ما حدث في دول العالم من انتشار هذا الوباء وظهور المشكلات التي كانت غائبة عن الأنظار واهتمام بعض الدول بتعديل التركيبة السكانية كلها توضح للجميع أن العالم سيتغير بعد الانتهاء من هذه الجائحة ولن يكون كما كان عليه قبل اكتشاف فيروس كورونا المستجد.
