بقلم : ذعار الرشيدي
الرافضون لأي تحرك أو سعي نحو الإصلاح سيكونون بالضرورة أحد شخصين إما مستفيدا من حالة الفساد التي يواجهها أصحاب السعي الإصلاحي أو أنه جاهل بأسلوب العمل السياسي.
والاثنان أسوأ من بعضهما، فالأول سبب رئيسي للفساد والثاني جهله سبب في استمرار تفشي الفساد.
***
خلال الأسبوعين الماضيين تقدم عدد من الشخصيات والقوى السياسية برؤى للإصلاح السياسي، بعضها تم تقديمه كوثيقة وأخرى كبيانات وجميعها تنشد الإصلاح على الأقل من وجهة نظر أصحابها، وهي مشروعة سياسيا ودستوريا وقانونيا، ولا يوجد مسوغ للدخول في نوايا المتقدمين بها إلا إذا كنت تعاني من خلل كبير في فهم الدستور أو انك مستفيد من الوضع الحالي وتريد ألا يتم الإصلاح أو على الأقل ألا يتم تغيير الوضع الذي تستفيد منه ببقاء الاعوجاج الحاصل فيه، لا يوجد تفسير ثالث لحالتك كرافض لتلك المجاميع السياسية التي تقدمت بما تقدمت به سواء كان وثيقة أو بيانا أو تصريحا مكتوبا.
***
المستفيدون من بقاء الحال على ما هو عليه، لا شك أن من مصلحتهم الهجوم قولا وكتابة وتصريحا وتلميحا ضد كل من يتقدم بمبادرة لتغيير الوضع الحالي، ولا ألومهم خاصة إذا كان مستفيدا من الوضع الحالي بأي طريقة كانت، وإذا ما كان التغيير سيطير به.
***
دعوا الناس تتقدم برؤيتها وتطرح رؤاها على السلطة وفق ما كفله الدستور والقانون والعرف، أم لأنهم «مو من ربعكم» ولا ممن هم تحت «ظلالكم» ترفضونهم وتهاجمونهم وتشككون في نواياهم وتقولون فيهم ما لم يقل مالك في الخمر.
***
مشكلتنا ليست في سوء الفهم السياسي لدى البعض، بل مشكلتنا فيمن يفهم ويلعب دور الغبي أو انه يستغبي أو يحاول أن يستغبي الجمهور، وربما كانت ممارساته «الاستغبائية» ستنجح لو انه كان يعيش في زمن السبعينيات والثمانينيات أيام محدودية مصادر المعلومات، أما اليوم في ظل ثورة المعلومات فمحاولاته «الاستغبائية» ما هي سوى ارتكاب الغباء نفسه، لأنه يمارس الدجل السياسي أمام جمهور واع ومدرك أو على الأقل تصله المعلومة الحقيقية ولو بعد حين، وسيكتشف الدجل بسرعة بل ويكشف الدجال ومن يقف وراءه ومن يصفق له، فتوقفوا عن ممارسة الغباء.
***
وإلى كل رافضي التحركات الإصلاحية، توقفوا عن ممارسة «الاستذكاء» وتوقفوا عن التمحك بالوطنية والوطنية منكم براء، واكشفوا أوراقكم أمام الملأ، واكشفوا تبعيتكم السياسية لمن، حتى على الأقل يحترمكم المتابع البسيط.
***
توضيح الواضح: أوضح من كده مفيش.
