صاحبي ««أبو عيسى» باحث وأديب وشاعر محب للأدب والكتاب والأرشيف، يعاني مثلي من كثر كتبه وأوراقه وقراطيسه والتي يضيق بها المكان هنا وهناك!
حادثني بالأمس صباحا وكنت منهمكا (أحوس) بحثا في أوراق لعلي أجد شيئا للعيد الوطني المقبل بإذن الله أعرضه على القراء الكرام، وللقدر الحلو أننا قلناها معا ربما نحن نعيش (الزمن الأغبر) الذي لا يقدر فيه الكتاب والأرشيف بما حوى فما هو الزمن الأغبر؟
جلست ممسكا «قلمي» الذي يكتب وأحيانا هو الذي يقودني، وجال في ذهني وذاكرتي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره»!
فمن هو هذا الأشعث الأغبر؟!
في مجالسنا مع أهل الصحراء نسمع ونكرر عبارة (ذنب أغبر)!
أستاذتنا القديرة «أم حسام» فاطمة حسين كتبت في الزميلة جريدة الوطن مقالا بعنوان: قطرات المطر في اليوم الأغبر!
وقد كتب الأخ مبارك فهد الدويلة مقالا بعنوان: «إنه الزمن الأغبر» في الزميلة «القبس» ٥/١١/٢٠١٤، وهكذا:
نعيب زماننا والعيب فينا
إذا نطق الزمان بنا هجاناقال الشاعر:
أويلي من الزمن الأغبر
يخـــلي الخــــدم تتــــامر
يخلي الجان فوق الراس
تالــــي بضـــله يتـــعثر
تثقل الريـــشه هالـــدنيا
وتخـــلي الجـــبل ينــجر
الوقت ما عده كل صاحب
يساوي الخير ويه الشر
٭ ومضة: مفردة (أغبر) لها من الشروح ما يصعب حصره من أسامي «الذئب» أغبر!
أغبر من يغبر اعتبارا فهو مغبر والمفعول مُغبر، أغبر الهواء المكان: أثار الغبار فيه، أغبر في حاجته، جدَّ في طلبها، كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار، وأغبر وجهه: صار لونه كلون الغبار، واغبرت القافلة: أثارت الغبار، واغبر العامل في المشي: أقبل عليه وخرج من المطحنة أغبر: لونه به غبرة، ونقول: الجوع أغبر.. والأغبر يعوي أي الذئب!
والأغبر من تغير وجهه!
٭ آخر الكلام: أتذكرون الآية: (إلا امرأته كانت من الغابرين)!
مضى وعبر غبّر: كان ذلك من الزمن الغابر، المنصرم، الزمن البعيد!
وقطع الله دابرهم: أفناهم عن آخرهم!
وغبرت الريح: أثارت الغبار كما نقول: غبرت السيارة وغبرت الأغنام!
وفي الآية: (وجوه يومئذ عليها غبرة)!
وغبر الفرس في ساحة القتال.
ومن الشيء بقيته: غبرات.
جميلة اللغة العربية.. ليت عيالنا يحبونها بس غيروا اصطاف المعلمين الذين لا يعرفون ما بين (كذلك – وكزالك)!
٭ زبدة الحچي: ارجع الى من ذكرتهم فالعزيز «أبو معاذ» في زاويته حصاد السنين يقول: إنه الزمن الأغبر يتكلم عن خصوم التيار الاسلامي وما يقومون به في الاعلام والصحافة ويصف هذا الزمن بالحرب على التيار الوسطي مما دفع بالحليم العاقل الى التطرف!
موضوع مثل منح الجنسية وهو أمر يخص السلطة التنفيذية ولا علاقة للسلطات الأخرى به، وكذلك الإعلانات الخاصة بالسفارات وشروطها.
أما أستاذتنا فاطمة حسين، فإنها تعتبر ١٦/5/٢٠٠٥ يوما مشهودا لأن المرأة بعد عسر الولادة نالت أخيرا حقها السياسي وكيف هي سعيدة الآن في تقدم المرأة للترشيح لعضوية مجلس الأمة، ثم ما آلت إليه الأوضاع بعد النجاحات في حصيلة خوض انتخابات مجلس 2006 حيث نجحت المرأة بكبير النجاح وحتى ١٩/3/٢٠٠٨ حل مجلس الأمة دستوريا وكانت ضربة جديدة فوق رؤوس النساء!
ونظرة اليوم الى المشهد يا أخوي بوعيسى: زاد الفساد وحياتنا السياسية تتراوح ما بين (العودة والحل) والناس في حالة (حيص بيص) كورونا من جهة، ومجلسنا وحكومتنا من جهة أخرى!
لا تلم الناس عندما يقولون: زمن أغبر.. إنه التعبير عن الاختناق والضيق!
والفائز كما أراه يا أخوي بوعيسى هو (الأشعث الأغبر لو أقسم على الله لأبره)!
ايه والله.. ليست القضية في المظهر، بل بالجوهر، في القلب الضارع الى الله في جوف الليل، الذاكر لله في عز النهار والمحصلة (قلب ضارع ولسان ذاكر) هكذا هو من كانت الدنيا في يده لا في قلبه.
والنصيحة: لا تسب الزمن والدهر.
أتدري لماذا؟
في الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر..»!
قل ما تريد عن الزمن، لكن لا تسب وتلعن.
في أمان الله..
