بعد ظهور المعارضة بصورة هشة – رغم سقفها المرتفع والذي قد يوافقه الكثير من أمثالي – حبا في التغير المنشود وأملا بمستقبل ازهر للكويت والكويتيين، تلك الهشاشة التي كشفت عوار العظم الذي ظهر صلبا قويا لكنه لم يستطع إدارة سقطة صغيرة في ملف صغير تحت القبة البرلمانية، واعتمد على الثقة السطحية المسطحة بالأعضاء، ودون وعي يرتقي بوعي المرحلة.
وبعد أن أصيب الكثير من الذين كانوا يعولون على المعارضة بكساح في الأمل لم تعد فيتامينات الحكومة وطرقها تتماشى مع ما أصاب الشعب من وهن!
وهنا إذ أضع بين أيديكم مسائل لتضعها في حسبانك، أيها القارئ الكريم، لنبصر معا كيف يكون العلاج في هذه المرحلة.
أولا: يعلم مثلي أن اختيار رئيس الوزراء حق لسمو الأمير، وأعلم مدى التوافق الشخصي والرسمي بين صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو الشيخ صباح الخالد، فهي توافقية عالية وصاحب السمو يعول عليه الكثير.
ثانيا: سمو الشيخ صباح الخالد شخص كريم الخصال طويل البال وهو يمتلك النية الحقيقية للتغير.
ثالثا: سمو الشيخ صباح الخالد يحاول إرضاء جميع الأطراف بشكل حقيقي وهو مجتهد في ذلك أشد الاجتهاد.
هذه هي المعطيات الأساس.. إذاً ما الخلل الذي يقع ووقع؟!
إنه الوعي يا سادة، الوعي في عقلية الشارع، الوعي في طموح وأمل الشعب، الوعي في أن الشعب لم يعد يقبل بأرباع الحلول، الوعي بأن أفراد الشعب يريدون ثمرة يلمسونها بأيديهم.
الجميع أصبح يريد أن يشفى من المرض – لا العرض، يريد أن يتعرض لشمس العدل، يريد أن يصنع فيتامينه من داخله ومن تلقاء نفسه.
الأمر المحتم المحكم أن رئيس الوزراء يجب أن يفكر ويبصر خارج صندوق الحكومة القديم، خارج ذلك الصندوق البالي المتهالك الذي فيه الحلول التكتيكية، هروبا من المساءلة وخوفا من السقوط، معتمدا ثغرات دستورية يعرفها أهل الاختصاص.
اصنع طريقك الخاص أيها الخالد لتكون خالدا، اصنع ما يذكره كل الكويتيين لك مستقبلا وحاضرا.
لا تصنع طريقا تقليديا، فالكويت تريد نظرة مختلفة، والخطأ القادم سيعرّض الناس لمرض أعضل وسيصاب الفكر حينها بالكساح، وحينئذٍ سيرتفع السقف، ونرجع لمربع العلاج المكثف، والأمر وقتئذٍ خطر سيطول الجميع، ويهدد الكل بالحركة العرجاء.
