الظلم حرّمه الله سبحانه على نفسه وحرّمه على الناس، قال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) وعن جابر رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».
ومعنى الظلم هو وضع الشيء في غير محله، والطمع هو رغبة جامحة لامتلاك ثروات او السلع او الأشياء ذات القيمة المطلقة، هذه مقدمة لموضوع بعض الناس الظالمين والطماعين والجشعين. بعض الأشخاص استأجر شقة في إحدى مناطق الكويت من احدى الشركات وكان عقده ينتهي في يوليو 2020 وبالقانون يجدد العقد لمدة 5 سنوات أخرى على نفس الإيجار ما لم تخطر الشركة المستأجرة بزيادة الإيجار وتم دفع الإيجار حتى شهر 12/2020.
وعند دفع الإيجار لشهر يناير 2021 رفض المحصل أخذ المبلغ بحجة ان وصل الإيجار لم ينزل على نظام الشركة حتى يوم 20 يناير 2021 ثم فوجئ المستأجر عندما قالوا له إن الإيجار قد ارتفع من 300 دينار إلى 400 دينار، فذهب إلى الشركة وتناقش معهم على انهم لابد أن يتبعوا القانون وإبلاغه بزيادة الإيجار قبل بداية الشهر، ورغم حقه القانوني عرض على الشركة أن يخرج من الشقة على أن يدفع إيجار يناير كما هو متفق عليه بالعقد 300 دينار، لكنهم رفضوا وقالوا لابد أن تدفع 400 دينار وتخرج.
رفض الشخص هذا الاستغلال والطمع والشجع، إلا أنه للأسف كثير من الملاك يلعبون هذه اللعبة على المستأجر مستغلين عدم معرفته بالقانون هذا لا يجوز شرعا، ومن صور أخرى للظلم والجشع الكسب من دماء العمالة الهامشية، فمثلا الوزارة تتعاقد مع الشركات ليقوموا بأعمال النظافة وتحسب للعامل تقريبا 80 دينارا أو أكثر وتبخس حق العامل وتتعاقد معه بأقل من هذا السعر، وبعض الأحيان تمتنع عن دفع رواتبهم لنحو 4 أو 5 شهور، وتدفعهم دفعا للإضراب والإضرابات تسيء إلى سمعة الكويت، فمن أين يأكلون ومن أين ينفقون على اسرهم في بلدانهم؟
إن هؤلاء في هذه الظروف اللاإنسانية التي فرضتها عليهم بعض الشركات الظالمة اصبحوا قنبلة موقوتة تهدد امن الكويت وسمعتها، فالجوع لا يعرف القيم والجائع لا يرى إلا طعامه ولابد على الدولة أن تكون حازمة مع هؤلاء وتضرب بيد من حديد وتوقف التعامل مع هذه الشركات ونقول لأصحاب الشركات الظالمة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ تعسا للظالمين والجشعين والطماعين وتعسا لمن يتاجر بسمعة الكويت، وتعسا لمن يقدم مصلحته على سمعة الوطن، واحذروا دعوة المظلوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».
قال الشاعر:
حسبي من الحب أني بالوفاء له
أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئم
وما شكوت لأني إن ظلمت فكم
قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا
فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة
إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه وأن يرفع الله هذا الوباء من كل دول العالم. اللهم آمين.
