حدث في مثل هذا اليوم أننا استعدنا أرضنا التي اغتصبها المحتل، إلا أن أهلها أبوا الا وأن تعود.. الا وأن تشرق عليها شمس الصباح من جديد.. لأن لها أبناءً بررة عاهدوا الله على حفظها والذود عنها.
كان صباحا مظلما في هيئته، لكنه مشرق في مضمونه، كنا قد بتنا قبله على نبأ تحرير جزيرة قاروه، وتطايرت بعض الأخبار عن اختراق جيش التحالف لخطوط العدو البرية، وبتنا والأمل في غد محرّر، كنا نسمع أصوات أفراد الجيش الغادر وهم ينادون بعضهم بعضا ويتجمعون في حركة غريبة لم نستطع تفسيرها في البداية، تاركين وراءهم ما لم يستطيعوا حمله معهم.
كنا جالسين جميعا حول المذياع نستمع إلى إذاعة «مونت كارلو» ونشرات أخبارها، ونسترق السمع لإذاعة الكويت السرية التي كان النظام العراقي يعمد التشويش على موجاتها، وكنا نتتبع الأنباء السارة التي كانت تتوالى واحدة تلو الأخرى حتى أُعلن خبر النصر والتحرير. لا يمكن أن ننسى تلك الرسالة التي سمعناها بصوت الراحل الأمير الوالد عند التحرير، عندما طلب من الناس البقاء في المنازل احترازياً لحين تنظيف البلاد من جيوب المحتلين ومن بقي منهم، ولا يمكن أن ننسى كلمة الرئيس بوش الأب في مجلس الأمن عندما أعلن (Kuwait is free)، ولا يمكن أن ننسى سجدة المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح عندما وطئت قدمه أرض الوطن في المطار.
حفظ الله الكويت وقيادتها الحكيمة وشعبها من كل مكروه.
