لقد أرسل لي صديق صورة معبرة عبر «الواتساب» وقال لي إنه «الواقع المرير» لنا في العالم العربي؛ لأن العقل العربي لا يفكر إلا في هذا «الكرسي»!
وتقول الرسالة أو الصورة إن: «الشياطين ثلاثة أنواع، النوع الأول من يخاف من آية الكرسي، والثاني يخاف يفقد الكرسي، أما النوع الثالث فهو الذي يصفق لمن هو جالس على الكرسي»!
واليوم، أصبح هذا الواقع العربي يغزو كل مصالحنا الحياتية والمهنية والاقتصادية ويؤثر في حياتنا السياسية، وأصبح واقعا متلازما مع الحياة، فكل حياتنا متأثرة بالحديث عن أهمية هذا «الكرسي» وعلاقتنا به، والذي أصبح متنفسا لنا في كل شيء، أحاديثنا اليومية واختلافنا وتطلعاتنا وترقباتنا اليومية من سيكون صاحب الحظ ويكسب هذا «الكرسي»!
هذا هو الواقع الذي نعيشه! لكن الرادع لنا في الحياة هو «آية الكرسي» التي هي تعويذة تقينا من مظالم هذا «الكرسي» الذي أصبح الحالمون بالفوز به هم «الشياطين» والمغرمين بالفوز به؛ لذلك نحن نعوذ بالله من «شيطان الكرسي» أو «الكرسي الشيطان»! حتى نتجنب الظلم والقهر والواقع المؤلم والمرير عندما نتمسك بـ«الكرسي» أو نصفق لمن يعتلي هذا «الكرسي» من شياطين البشر، حتى نتجنب الوقوع معهم في ظلمات العذاب في الدنيا والآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم!
نعم، هذا الواقع المرير الذي يطرق باب الحياة، ويضعنا في حالة تصادم مع هذا الواقع بالرأي والتعبير والممارسة، لذلك نقول: إلى متى ونحن نتمسك بهذا الكرسي اللعين في هذه الحياة وهذا الواقع الذي يتعايش معنا كل يوم، لذلك نحن نستعين بالله وكذلك بـ«قراءة آية الكرسي» حتى تقينا من شيطان كرسي الواقع والحياة، وحتى لا نكون شياطين هذا الكرسي الزائل في لحظة وقدرة الحكيم لتبقى «آية الكرسي» هي المخلص من شيطان هذا الواقع المرير الذي نعيشه في حياتنا يوما بعد يوم!
لذلك، نقول: علينا التخلص من هواجس التمسك بكرسي الحياة وواقعها المرير الذي نعيشه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا؛ لعلنا نتمسك بحبل النجاة من هذا الواقع المؤلم في حياتنا!
