في نهاية الأسبوع الماضي قمت بممارسة دوري كجدة، ويا حلو تلك الممارسة، فأخذت أحفادي وهم أحفاد أخوي الله يرحمه وذهبنا إلى «The Museum» بناء على رغبتهم وطلبهم وما نقدر نقول لهم «لا»، فأعز الولد ولد الولد، المراد: عشنا ساعتين من الطفولة والجميل أن تلك الطفولة كانت مستمدة من تاريخ طفولتي!
نعم، يعتبر «The Museum» متحفا يجمع جميع الشخصيات الكرتونية التي ظهرت في السبعينيات والثمانينيات بمجسماتهم وقصصهم، والجميل في تلك التجربة هم الموظفون في هذا المكان، وعلى الرغم من أن الشخصيات قد تكون غير معروفة لأطفال هذا الوقت إلا أن من قام بتلك الفكرة يتمتع بذكاء تجاري وفني من الدرجة الأولى، فجمع ما بين الماضي والحاضر والمستقبل من خلال عرض المجسمات للشخصيات الكرتونية بطريقة تاريخية منتظمة.
ومن النقاط الجميلة هنا اختيار الموظفين في المتحف، والأفضل أن أقول عنهم «المؤدين»، لأن هذا ما لامسته منهم، فعند دخولك للمكان تجد مبدعا يؤدي دوره الذي كتب له من خلال سيناريو «ضيافة واستقبال» الزائر من خلال محاكاة للطفل وأسرته عن الشخصية أو الجزء الكرتوني وتعريف عنه ومحادثتنا وتذكيرنا بتاريخ تلك الشخصية لشد انتباه الطفل للحديث، بل كانوا يقومون بمشاركة الطفل بالحديث أيضا عن تاريخ تلك الشخصية وكيف تم شراؤها وما هو دورها في عالم الشخصيات الكرتونية في ذلك الوقت. ساعتان قضيناهما لم نشعر بالملل بل كان الشعور برغبة المكوث في هذا المكان وعدم الخروج من هذا العالم الجميل.
سيناريو كتب بحكمة فائقة من الإبداع فبعد انتهاء رحلة التجول والمعايشة للشخصيات الكرتونية من حقبة السبعينيات والثمانينيات في المتحف، والتي تستغرق ما بين الساعة والساعة ونصف، يبدأ العرض المسرحي الذي يشمل ثلاثة عروض غنائية مسرحية، وكل عرض يحاكي مرحلة كرتونية ويسلط الضوء على شخصيات مازالت إلى الآن متداولة من الماضي الجميل. ساعتان عشنا طفولتنا وعاش معي أحفادي تلك الطفولة. بالفعل فكرة شملت الأسرة بأكملها وما ميز ذلك الجمع أنه يجمع الفكر والذكريات وما بين الطفل ورب الأسرة أيضا، وتلك هي فكرة The Museum.
مسك الختـام: اللــهم ارحــم أهــلنا في فلسطين.
Nermin-alhoti@hotmail.com
