وجهة خليجية جديدة توجه إليها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وهي مملكة البحرين الشقيقة، وذلك دعما وترسيخا لثوابت العلاقات الثنائية بين الكويت ودول مجلس التعاون، الإخوة الأشقاء في التاريخ والنسب والحاضر والمستقبل.
كان استقبالا حافلا ذلك الذي استقبله به ملك البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبحفاوة وترحيب شعبي كبير بزيارة صاحب السمو الأمير، وخلال الزيارة قلده الملك قلادة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تقديرا لجهود سموه ودوره البارز في توطيد العلاقات الثنائية وتوثيق الأواصر التاريخية بين البلدين الشقيقين، وذلك في قصر الصخير بالعاصمة البحرينية المنامة، كما أهداه ملك البحرين هدية تذكارية (السيف البحريني) بهذه المناسبة.
ووفقا للبيان الكويتي – البحريني المشترك الذي صدر في ختام الزيارة فقد تناولت جلسة المباحثات الرسمية بين الجانبين الكويتي والبحريني عددا من أبرز ملفات تعزيز العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وكذلك الأوضاع الإقليمية والعربية وانعكاساتها على أمن واستقرار منطقتنا.
وقد أعرب صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد عن تمنياته بأن تحقق القمة العربية المقبلة في المنامة إسهاما حقيقيا في تعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات وإنهاء الصراعات وتحقيق السلم والأمن والاستقرار لصالح الشعوب العربية.
كما شدد الجانبان على أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بين الكويت والبحرين وتحقيق التكامل الثنائي والعزم على استكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها.
كما شملت المباحثات التداول بمسيرة التعاون وما حققته من منجزات، وتم التأكيد على أهمية الحفاظ على تماسك وتضامن دول المجلس ووحدتها وتكثيف الجهود لاستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة.
وكذلك تم التشديد على أهمية احترام العراق لسيادة الكويت ووحدة أراضيها والالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية وجميع قرارات الأمم المتحدة وترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين وأهمية استكمال ترسيمها لما بعد العلامة البحرية 162، وكذلك أهمية التزام العراق باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله.
كما نالت تطورات الأوضاع في فلسطين والأراضي العربية المحتلة قسطا مهما من المباحثات الكويتية البحرينية، حيث أعربت القيادتان عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وما يشهده القطاع من حرب وحشية راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين العزل، وشددا على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بمسؤولياته لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين، وطالبا بالضغط على إسرائيل السلطة القائمة على الاحتلال لإيقاف عدوانها ومنع محاولات فرض التهجير القسري على الفلسطينيين من قطاع غزة والذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.
وترسيخا للثوابت، وعليه أكد كل من أمير الكويت وملك البحرين في البيان على حق الكويت والسعودية في عائدات حقل الدرة النفطي وأن لهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة وفقا لأحكام القانون الدولي.
كما دعا صاحب السمو الأمير وملك البحرين إلى إنهاء الأزمة اليمنية من خلال حل سياسي شامل بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن.
وعليه، فقد أثمرت هذه الزيارة الناجحة مزيدا من توحيد «الرؤى» والمواقف أمام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الكويت والبحرين ودولنا الخليجية والمنطقة.
