في مؤشر يعكس عجز وزارة التربية، ممثلة في قطاع التعليم العام، عن مواجهة تسريب اختبارات الثانوية العامة، تكرر تسريب أسئلة امتحان مادة اللغة الانكليزية للصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي، وكانت الاجابات الصحيحة للامتحان كاملة بحوزة طلاب وطالبات قبل موعد الاختبار بنحو 15 دقيقة. القبس تواصلت مع مصادر ذات صلة، بعضها من داخل كنترول الثانوية، والتي أكدت أن أزمة التسريبات خرجت عن سيطرة قطاع التعليم العام، لافتة إلى أنها بدأت منذ امتحان التربية الاسلامية في 6 يناير الماضي، وتجددت في امتحان الكيمياء ، ثم تكررت لليوم الثالث على التوالي خلال امتحان اللغة الانكليزية. وبينما كشفت المصادر عن حالة استنفار في لجان الثاني عشر كافة، والكنترول المركزي والمطبعة السرية، بسبب تكرار تسرب الاختبارات، وصفت ما يحدث بالمأساة الحقيقة وجريمة في حق التعليم، مؤكدة أن الوزارة عاجزة عن معالجة الخلل. من المسؤول؟! المصادر ذكرت أن هناك نسبة عالية من الطلبة تأخروا في دخلوا اللجان، وأغلب المحاضر التي سجلت بحق الغشاشين ، كانت بسبب كتابات على اليد وبراشيم تحمل حل الاسئلة، مستدركة القول لوحظ أيضاً أن محاضر الغش خلال امتحان الفترة الحالية في ازدياد أيضاً، وقد يعود السبب الى التسريب المتكرر للأسئلة. واعتبرت أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن عملية التسريب تجري في وقت مبكر، وعلى مرأى ومسمع المسؤولين والمختصين. وفي المقابل، لم نلمس أي تحرك أو تجاوب من المعنيين في القضية رغم علمهم بالأمر، موضحة أن كرة المسؤولية تتدحرج بين العاملين في اللجان والمطبعة السرية. وانتقدت المصادر قرار وكيل التعليم العام، اسامة السلطان، بمنع المراقب المقيم من دخول اللجان وتوجيه تعليمات، باقتصار دوره على تسليم الأظرف لرؤساء اللجان، والاشراف على عملية توزيع الامتحانات وحصر النواقص، موضحة أن هذا الأمر أفقد المراقب المقيم هيبته وسيطرته على اللجنة، واعطى فرصة لإمكانية تسريب الامتحانات، لاسيما من اللجان الخاصة. وشددت على ضرورة اتخاذ اجراءات وقرارات حاسمة وفورية لمعالجة الأمر، ومنع دخول الطلبة بعد موعد الاختبار، ومواجهة غروبات تسريب الاختبارات بكل الطرق القانونية. وشهدت لجان اللغة الإنكليزية أمس 202 حالة حرمان «115 في العلمي، و87 في الأدبي». لوائح الغش وفي سياق متصل، أكدت رئيسة لجنة ثانوية العصماء بنت الحارث (بنات) بمنطقة العاصمة التعليمية، سعاد الحمود، ان أصداء امتحان مادة اللغة الإنكليزية جيدة، فقد كان الامتحان في مستوى الطالب المتوسط، مبينة أن عدد طالبات القسم العلمي 97 طالبة، توزعن على خمس لجان، والقسم الأدبي 35 طالبة، توزعن على لجنتين، إضافة إلى لجنة خاصة ضمت طالبة من القسم العلمي، وأخرى من القسم الأدبي، مشيرة إلى أن الامتحانات تسير على ما يرام. ومن جهته، أعلن رئيس لجنة الامتحانات بثانوية يوسف العذبي الصباح بمنطقة الجهراء التعليمية، فهد خميس، عن تعميم نظم ولوائح الغش والحرمان في جميع مرافق المدرسة على الطلبة وفق تعليمات وزارة التربية. وبيّن أن عدد الطلبة المتقدمين لاختبار اللغة الانكليزية داخل اللجان بلغ 460 طالبا، من ضمنهم طلبة مركز الواحة للرجال، إضافة إلى طلبة الفترة الصباحية، مشيرا أن عدد اللجان هو 22 لجنة فرعية، و4 لجان رئيسية تشمل 3 لجان لطلبة الفترة الصباحية، ولجنة واحدة لطلبة المسائي. الميدان التربوي مُستاء! سادت حالة من الاستياء في الوسط التربوي وردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكرار عملية تسريب الامتحانات، ما يسهم في غياب العدالة وهضم حقوق الطلبة الفائقين، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون هناك تحرّك جاد من الوزارة تجاه التسريب المتكرر للامتحانات ومعالجة الخلل ومحاسبة المتسبّب؟
