فاجأني أستاذي وموجهي ومعلمي وطبيبي د.طارق الحبيب بواتساب صوتي يُذكرني بأن مقالاتي صارت تخوّف!
والسبب يا دكتورنا: رايحة لفلان ورايحة لفلان!
كعادته دكتوري وأخي ومستشاري الحبيب د.طارق الحبيب يتفضل عليَّ من كرم نبله ولطفه بتذكيري بضرورة إعطاء القارئ كما من التفاؤل في زمن الإحباط والكورونا!
وأراه محقا، فما أحوجنا جميعا الى راحة القلوب!
راحة القلوب لحياة أفضل!
راحة القلوب تعني المزيد من الحِكم والنصائح واللطائف والأدعية والابتهالات!
لقد حرصت وأنا أكتب الزاوية اليومية على إعطاء قارئ هذا الكم من الراحة والمتعة التي أجدها أنا شخصيا في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وروائع الحكم وكلمات مؤنسات لمن أراد البهجة والسرور والأنس والحبور!
واستجابة لمن لا أرد له طلبا أبدا رفيق دربي د.طارق الحبيب أكتب اليوم راحة القلوب، فكم من القلوب متعبة في هذه الحياة!
وكم من القلوب منكسرة في هذه الدنيا!
وكم من القلوب حزينة من كدر الحياة!
دعوني آخذكم في نزهة للروح والعقل وجلاء الأحزان رفقاء المقال، لعلي أزيل بعضا من أحزانكم وأعرض ما يريح قلوبكم، فلنقل بسم الله جميعا، فأي عمل من غير البسملة مقطوع مبتور!
شعارنا الدائم قرائي الكرام: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد 28.
وقال تعالى في كتابه العزيز: (فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون) سورة البقرة 152.
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: «أنا عند ظن عبدي بي..» رواه مسلم.
أتذكر د.طارق كيف كنا ولانزال كجيل مخضرم نرضى بما قسم الله لنا من سعادة ورزق وآجال:
إن الطاف الهي
لم تدع في الكون ضنكا
كلما رمت احتيالا
هي قالت خل عنك
فوض الأمر تجدنا
نحن أولى بك منكا
نظرة اليوم الى هذا العالم بكل تطوره وإنجازاته الطبية سنجد أنه غير قادر على محاصرة وباء (كوفيدـ20)، كورونا التي بطشت بالعالم وجعلته يطبق ما تفرضه علينا من إجراءات وقائية واحترازية وصرنا في الدنيا ثلاثا: (أمل – وألم – وأجر) فلنعش الأولى، ونتحمل الثانية للحصول على الثالثة!
٭ ومضة: لا تحزن على ما فات ولنستبشر بما هو آت، عطاء الله ورحمته وعدله وقضاؤه، فكن مع الله في كل شيء يحفظك أينما كنت وكيفما كنت!
إن أجمل الأرزاق يا د.طارق (سكينة الروح ونور العقل وصحة الجسد وصفاء القلب وسلامة الفكر).. أليس كذلك؟
إذا أحبك الله يا د.طارق فلن يحبك أحد أكثر منه، وإذا أعطاك، فلن يعطيك أحد عطية أكرم منه، وإذا غضب عليك، فلن ينجيك أحد، فمن لك غير الله؟!
٭ آخر الكلام: عزيزي القارئ، ليرتح قلبك، لا تحمل هم الدنيا، ولا تحمل هم الرزق فإنه من الله، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله، فقط احمل (هما واحدا) كيف ترضي الله، فإذا رضي الله عنك أعطاك كل شيء!
٭ زبدة الحچي: بعد هذه الجولة د.طارق، أليس السر يكمن في حسن الظن بالله؟ فسر سعادتنا في الدنيا هو الظن الحسن بالله.
راجع نفسك يا بني آدم ربما (الضيقة المجهولة التي أنت فيها الآن) هي ذنوب تطلب منك استغفارا!
تبقى الحقيقة قارئي العزيز، اطلب من الله أن يكون عندك من الأصدقاء من هم عندي، وهذا أحدهم د.طارق الحبيب، واعلم عزيزي أن مخالطة أهل العقول الراجحة الناضجة الإيجابية المتفائلة تعطيك الطاقة الإيجابية، وهذا ما تعلمته من ابنتي وقرة عيني تسنيم (أم جنى) وابنتي ومسطرتي في الحياة ابنتي نورة (أم أحمد) وهكذا بهجة الحياة فيما تملك وما تعرف، فاستمتع بهما وتذكر أن الغنى غنى النفس!
شكرا.. دكتوري الحبيب الطبيب د.طارق الحبيب، فكم من كلمة طيبة أسعدت أناسا الآن في الحياة يقرأونها وقد رسمت على شفاههم البسمة رغم ما يعانون من آلام وما يجدون من مشاق ومصاعب، فالكلمة الطيبة كالماء حين ينزل على الأرض القاحلة يحولها إلى مروج خضراء وأشجار وارفة وثمار يانعة!
يا رب هب لي رحمة وهب الرضا
واختم لنا يا رب بالرضوان
يا رب عبدك من عذابك مشفق
بك مستجير من لظى النيران
فارحم تضرعه إليك وحزنه
وأمنن عليه اليوم بالغفران
د.طارق.. قارئي الكريم.. في أمان الله..
